الكلمة

مسعود سواری · 10:44 1400/06/17

الكلمة

يولد الإنسان بالكلمة، ينمو بالكلمة، يدرك و يشعر بالكلمة، يتعلم بالكلمة، يضحك بالكلمة، يبكي بالكلمة،  يعشق بالكلمة و يموت بالكلمة. الكلمات ليست حروف تُكتَب أو تُنطَق فحسب بل تحمل في طياتها مفاهيم و افكار و مشاعر و احاسيس. الكلمات تهدي أو تضل، تحيي أو تميت، تصلح أو تدمر، تجرح أو تشافي، تقرب أو تبعد.

الكلمة و المعنى لا يفترقان. بالكلمات يصبح لكل شيء معنى و أي شيء إن لم يتصل بالكلمات كأنه غير موجود. تخيل ولو إنه مجرد خيال أن تعيش في عالم من دون الكلمات. هل يمكنك أن تتخيل هذا عالم؟ كيف يمكنك أن تفكر من دون الكلمات؟ كيف تتكلم؟ كيف تتواصل؟ كيف تفهم؟ كيف تدرك؟ كيف تحلل؟ كيف تفسر؟ كيف تعيش؟ إن تمكنت من العيش في هذا العالم الخيالي فحياتك ستكون حياة النبات. إذاً لا معنى للحياة من دون الكلمات.

 

بهذا العنوان و هذه المقدمة سأبدأ الكتابة في مدونتي. كتابة الكلمات. سأطلق سراح الكلمات لأعبر عن ما اشعر به أو ما اعتقد به. مدونتي شخصية و سأعبر فيها عن وجهة نظري و افكاري و معتقداتي و تجاربي و مشاعري.

الكتابة في المدونات بالنسبة لي ليس امراً جديداً. في سنة 2002 انشأت اول مدونة و من بعدها انشأت مدونات اخرى. كنت اكتب عن ما يدور في خاطري. تغير الزمن و تغيرت افكاري و آرائي حول القضايا المختلفة ولكن حب الكتابة بقى في داخلي و لم يتغير.

الآن عدت من جديد للكتابة في المدونة ولكن مقارنة بالعقدين الماضيين تغيرت الكثير من الأمور: مواقع و برامج التواصل الإجتماعي خطفت الأنظار و اصبحت الملاذ الوحيد للناس ليعبروا عن انفسهم و ليتشاركوا الآراء و الافكار. نادراً ما تجد شخص يتصفح النت ليتطلع على المواقع و المدونات. في ظل وجود الهواتف الحديثة و التطبيقات و برامج التواصل الاجتماعي اصبح الكل منشغلاً بالافلام و الصور و الاخبار و المطالب القصيرة. ولكن ربما يسأل احداً إن كان الوضع هكذا فما الجدوى من هذه المدونة؟ سأجيب على هذا السؤال لاحقاً.